هزيمة بطعم الذهب: كيف حوّل ريال مدريد خسارة اللقب إلى كنز من الملايين؟
هزيمة بطعم الذهب: كيف حوّل ريال مدريد خسارة اللقب إلى كنز من الملايين؟
حصاد مالي ضخم رغم الخيبة الرياضية
في مفارقة تعكس الوجه الجديد لكرة القدم الحديثة، ودّع نادي ريال مدريد الإسباني بطولة كأس العالم للأندية الجديدة وهو يحمل في جعبته خيبة أمل رياضية، ولكنه في الوقت نفسه يبتسم لنجاح مالي منقطع النظير. ففي النسخة الأولى من البطولة بنظامها الجديد الذي يضم 32 فريقًا، تحولت المشاركة والتقدم في الأدوار إلى منجم ذهب حقيقي، حيث أثبتت الأرقام أن الخسارة على أرض الملعب لا تعني بالضرورة خسارة في الحسابات البنكية. فبينما كان اللقب هو الهدف الأسمى، بلغت إجمالي عائدات النادي الملكي من البطولة ما مجموعه 74 مليون يورو، وهو رقم يكشف عن الأبعاد الاقتصادية الهائلة التي باتت تحكم اللعبة.
جاء الجزء الأكبر من هذا المبلغ الضخم حتى قبل أن تلمس أقدام اللاعبين الكرة، حيث ضمن النادي الحصول على 31.4 مليون يورو نظير المشاركة فقط. هذا الرقم يعكس القيمة التجارية الكبيرة للأندية الكبرى ويؤكد أن النظام الجديد للبطولة مصمم لمكافأة الحضور بقدر ما يكافئ الأداء.
تفاصيل المكاسب.. من دور المجموعات إلى نصف النهائي
بدأت رحلة الأرباح الإضافية لريال مدريد من دور المجموعات، حيث لم تذهب أي نقطة سدى. فقد أضاف الفوز على كل من باتشوكا المكسيكي وريد بول سالزبورغ النمساوي مبلغ 3.7 ملايين يورو إلى خزائن النادي. وحتى التعادل في المباراة الافتتاحية أمام الهلال السعودي كان له ثمنه، حيث حصل الفريق مقابله على 925 ألف يورو، مما يؤكد أن كل نتيجة تحمل قيمة مالية مباشرة.
ومع التقدم إلى الأدوار الإقصائية، تضاعفت المكاسب بشكل لافت. فالفوز على يوفنتوس الإيطالي في دور الستة عشر لم يكن مجرد عبور إلى الدور التالي، بل كان بوابة لمكافآت مالية مهمة. وتواصلت المسيرة المربحة بتجاوز عقبة بوروسيا دورتموند الألماني والتأهل إلى ربع النهائي، وهي الخطوة التي ساهمت في رفع العائدات الإجمالية بمقدار 23.8 مليون يورو، مما يوضح القفزة النوعية في الجوائز كلما تقدم الفريق في البطولة.
لم تتوقف العوائد عند هذا الحد، فعلى الرغم من مرارة الخسارة والإقصاء، أضاف الوصول إلى الدور نصف النهائي مبلغ 19.45 مليون يورو أخرى إلى الرصيد الإجمالي. هذا الرقم يجسد فلسفة البطولة الجديدة: مكافأة التقدم المستمر، وضمان أن الوصول إلى المراحل المتقدمة يمثل نجاحًا ماليًا كبيرًا بحد ذاته، بغض النظر عن النتيجة النهائية.
ماذا فات النادي الملكي؟.. تكلفة عدم بلوغ النهائي
على الرغم من هذه الأرباح الكبيرة، تبقى هناك غصة "ماذا لو؟". فوفقًا لهيكل الجوائز المالية للبطولة، كان من الممكن أن ترتفع عائدات ريال مدريد بشكل هائل لتصل إلى 101.7 مليون يورو لو نجح الفريق في الوصول إلى المباراة النهائية. هذا يعني أن الإخفاق في بلوغ النهائي حرم النادي من حوالي 27.7 مليون يورو إضافية، وهو مبلغ ضخم يمثل تكلفة الخروج من المربع الذهبي. كانت الجوائز المخصصة للمتأهلين للنهائي والبطل تتضمن مكافآت استثنائية، مما يجعل حسرة الإقصاء رياضية ومالية في آن واحد.
في الختام، وبينما يمثل الخروج من البطولة خيبة أمل رياضية لجماهير وإدارة نادٍ بحجم ريال مدريد، الذي لا يرضى إلا بالألقاب، إلا أن الأرقام تكشف عن نجاح مالي باهر. يؤكد هذا النموذج الجديد لكأس العالم للأندية على حقيقة لا يمكن إغفالها في كرة القدم الحديثة: لم تعد الألقاب هي المقياس الوحيد للنجاح، بل أصبحت الأرصدة البنكية جزءًا لا يتجزأ من المعادلة، حيث يمكن للفريق أن يخسر اللقب ويربح الملايين.
تعليقات
إرسال تعليق